عام مضى بلا تركي السديري، ومازالت روائح حبره تعتق أوراق الصحف وتزين أروقة الصحافة، وحين يجيء الحديث عنه لن يكون بغير نافلة استحضار لمحات من تجربة عريضة وعريقه قوامها 4 عقود من العمل في بلاط صاحبة الجلالة، تملك فيها ناصية السلطة الرابعة وتربع على عرشها بثبات ومهنية.
وفيما يؤبنه الصحفيون في «عكاظ» بعد عام ونيف من رحيله، يؤمنون بمدرسته المهنية التي تجذرت في عمق المهنة لدى أجيال نهلت من تجربته وخبرته، وأخرى تسلحت بنصائحه والعمل معه، عرفاناً بدوره المؤثر في الارتقاء بالصحافة الوطنية الأصيلة وصياغتها على نحو مكنها من أن تكون حصناً منيعاً للوطن والمواطن منذ مراحل نهضاته الأولى.
مازال صوت تركي السديري مسموعاً في الإعلام السعودي حتى وإن رحل، بعد أن تمكن من مسامع العقلاء ورسم خريطة المهنية الحقيقية، وانحاز لنبض الشارع، وتسنم قمة هرم رؤساء التحرير زمناً طويلاً، إلى جانب رفاق دربه الذين سلموا الأمانة لأجيال تالية، وجدت أن الوفاء لهم فريضة مهنية لا شية فيها.
أسس السديري مدرسة صحفية عمادها الصدق وعتادها الثقافة وقوامها الحياد، وأوعز لورثة مهنيته التمسك بثروة معرفية وتوريثها أجيالا قادمة لمواصلة علو الصحافة السعودية على أقرانها في المنطقة.
راهن عميد الصحفيين السعوديين كثيراً على الشباب، واليوم غالبية من يتصدرون المشهد الإعلامي نالوا الفرصة الأولى على يديه، ظل متمسكا بمبدأ دعمهم، آمن بإمكاناتهم وقدرتهم على النجاح خلال ٤٠ عاما قضاها رئيسا لتحرير صحيفة الرياض، وبعد أن نجح في قلب الموازين وتحقيق أرباح عالية لمؤسسته الصحفية شيد جسورا من الثقة مع بقية الصحف لتأسيس هيئة الصحفيين السعوديين، وكان أول رئيس لمجلس إدارتها.
جوائز عدة نالها السديري بينها جائزة أفضل عمود عربي في جائزة الصحافة العربية عام ٢٠١٠، وشخصية العام في المملكة بحسب قائمة فوربس الشرق الأوسط لعام ٢٠١٥، ومُنح وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى تقديراً لمجهوداته من أجل الوطن.
كان لتركي السديري كاريزما إدارية مختلفة، مكنته من تملك إعجاب الكثيرين وخطف أنظار المسؤولين، أطلق عليه الملك عبدالله بن عبدالعزيز لقب «ملك الصحافة»، ومع كل ذلك لم يدع هذا الوهج والألق يخطفه من دوره الصحفي، أو يحيد مساره عن مهمته الأساسية، رافضاً الركض خلف أضواء الشاشات، وظل انتقائيا في أحاديثه الإعلامية عن شخصيته، ولم يتصدر ندوة أو مؤتمرا إلا بعد اختياره بعناية.
مهنية أبي عبدالله وضعته في مكان يليق بالكبار فقط، إذ أجمع أرباب المهنة على تفوقه اللافت، ما منحه الفرصة لأن يتقلد مناصب عدة، إضافة إلى رئاسته للتحرير، منها رئاسة اتحاد الصحافة الخليجية، وهيئة الصحفيين السعوديين.
اليوم لا تزال أفعاله تتداعى إلى ذاكرة جميع من ترك فيهم أثرا، صانعا سيلاً من الذكريات التي لا تنقطع، كيف لا وهو الذي قال يوما عن طفولته إنها لم تحمل شيئا يشد الانتباه، ليصنع في بقية حياته «لقاء» متجدداً مع الناس.
وفيما يؤبنه الصحفيون في «عكاظ» بعد عام ونيف من رحيله، يؤمنون بمدرسته المهنية التي تجذرت في عمق المهنة لدى أجيال نهلت من تجربته وخبرته، وأخرى تسلحت بنصائحه والعمل معه، عرفاناً بدوره المؤثر في الارتقاء بالصحافة الوطنية الأصيلة وصياغتها على نحو مكنها من أن تكون حصناً منيعاً للوطن والمواطن منذ مراحل نهضاته الأولى.
مازال صوت تركي السديري مسموعاً في الإعلام السعودي حتى وإن رحل، بعد أن تمكن من مسامع العقلاء ورسم خريطة المهنية الحقيقية، وانحاز لنبض الشارع، وتسنم قمة هرم رؤساء التحرير زمناً طويلاً، إلى جانب رفاق دربه الذين سلموا الأمانة لأجيال تالية، وجدت أن الوفاء لهم فريضة مهنية لا شية فيها.
أسس السديري مدرسة صحفية عمادها الصدق وعتادها الثقافة وقوامها الحياد، وأوعز لورثة مهنيته التمسك بثروة معرفية وتوريثها أجيالا قادمة لمواصلة علو الصحافة السعودية على أقرانها في المنطقة.
راهن عميد الصحفيين السعوديين كثيراً على الشباب، واليوم غالبية من يتصدرون المشهد الإعلامي نالوا الفرصة الأولى على يديه، ظل متمسكا بمبدأ دعمهم، آمن بإمكاناتهم وقدرتهم على النجاح خلال ٤٠ عاما قضاها رئيسا لتحرير صحيفة الرياض، وبعد أن نجح في قلب الموازين وتحقيق أرباح عالية لمؤسسته الصحفية شيد جسورا من الثقة مع بقية الصحف لتأسيس هيئة الصحفيين السعوديين، وكان أول رئيس لمجلس إدارتها.
جوائز عدة نالها السديري بينها جائزة أفضل عمود عربي في جائزة الصحافة العربية عام ٢٠١٠، وشخصية العام في المملكة بحسب قائمة فوربس الشرق الأوسط لعام ٢٠١٥، ومُنح وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى تقديراً لمجهوداته من أجل الوطن.
كان لتركي السديري كاريزما إدارية مختلفة، مكنته من تملك إعجاب الكثيرين وخطف أنظار المسؤولين، أطلق عليه الملك عبدالله بن عبدالعزيز لقب «ملك الصحافة»، ومع كل ذلك لم يدع هذا الوهج والألق يخطفه من دوره الصحفي، أو يحيد مساره عن مهمته الأساسية، رافضاً الركض خلف أضواء الشاشات، وظل انتقائيا في أحاديثه الإعلامية عن شخصيته، ولم يتصدر ندوة أو مؤتمرا إلا بعد اختياره بعناية.
مهنية أبي عبدالله وضعته في مكان يليق بالكبار فقط، إذ أجمع أرباب المهنة على تفوقه اللافت، ما منحه الفرصة لأن يتقلد مناصب عدة، إضافة إلى رئاسته للتحرير، منها رئاسة اتحاد الصحافة الخليجية، وهيئة الصحفيين السعوديين.
اليوم لا تزال أفعاله تتداعى إلى ذاكرة جميع من ترك فيهم أثرا، صانعا سيلاً من الذكريات التي لا تنقطع، كيف لا وهو الذي قال يوما عن طفولته إنها لم تحمل شيئا يشد الانتباه، ليصنع في بقية حياته «لقاء» متجدداً مع الناس.